العدالة "لجورج فلويد" عنصرية الشرطة ظاهرة تاريخية فى أمريكا. بقلم / كريبسو ديالو.







بعد اقل من شهر من اكتشاف قضية مقتل "احمد أربيري" الشاب الأمريكي ذو أصول أفريقية، انتشر البارحه مقطع فيديو مدته 10 دقائق، يظهر فيه رجل أسود طريح على الأرض، وهو يقول: ":"من فضلك ، من فضلك ، من فضلك ، لا أستطيع التنفس. أرجوك يا رجل"  في نفس المقطع يظهر أيضا من كان يحث الشرطي على رفع ركبته عن عنق الرجل، مشيرين إلى أنه لا يتحرك. ويقول أحدهم في الفيديو "أنفه ينزف"، بينما يصرخ آخر للشرطي "أنزل عن رقبته".


"لا استطيع التنفس".. كانت تلك الكلمات الأخيرة التي نطق بها "جورج فلويد" البالغ من العمر 46 عاما وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال اعتقال الشرطة الأمريكية له بسبب الاشتباه به فقط وليس إدانته بشئ، الطريقة التي قتل بها جورج فلويد على يد قوات الشرطة أعادت للأذهان الجريمة العنصرية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك عام 2014 التي كان ضحيتها إيريك جارنر ، وهو رجل أسود غير مسلح، قد ردد هذه عبارة "أنا اختنق"حتي قتل، 11 مرة عند اعتقاله من قبل الشرطة للاشتباه في بيع سجائر بشكل غير قانوني.، وتم فصل الضابط المتورط في اعتقال غارنر من قوة الشرطة بعد أكثر من خمس سنوات، في أغسطس 2019

في نفس الأسبوع الذي قتل فيه جورج فلويد، ام "بيضاء" قتلت ابنها المصاب بالتوحد، وقالت للشرطة أنه تم اختطافه من رجلين سود ، في محاولة لتغطية الجريمة، كأن رمي التهمة على السود سيجعل الشرطة تصدقها وتغلق القضية. ،https://www.pennlive.com/daily-buzz/2020/05/florida-mother-who-said-2-black-men-abducted-her-autistic-son-actually-drowned-the-boy-in-a-canal-police-say-reports.html?outputType=amp#click=https://t.co/VUtnYsTUGM


‏حادثة صارت أمس أيضاً وتم ربطها بما حدث الي جورج فلويد، امرأة بيضاء تدعي ‎Amy Cooper كانت تمشي مع كلبها بدون حبل، قالها رجل أسود اربطي كلبك لأنه ممنوع، حدث جدال بينهم، هددته الاتصال بالشرطة وابلاغهم أن هناك رجل من أصول أفريقية يهجم عليها، بالفعل اتصلت على الشرطة قالت رجل أفروأمريكي يهددني بالقتل، لأنها تعلم جيدا كيف تتعامل الشرطة الأمريكية مع السود.


‏‎ شرطة مينيسوتا أخرجت بيان يدعي بان جورج فلويد (المقتول) كان تحت تأثير المخدر، ويعاني من مشكلة صحية، وتم طلب الإسعاف لحظتها، ثم نقل للمستشفى وتوفي بعدها بقليل...هذا البيان يظهر كذب وتدليس القسم، من خنق حتى الموت إلى مشكلة صحية!!!

أيضا تناول البعض فيديو لـ ‎جورج فلويد يتكلم فيه عن كيفية اصلاح الأجيال الجديد وكيف انتشر السلاح والمخدرات بينهم، وينتقد طريقة بعض المراهقين في التباهي بحوزة الأسلحة, هذا مؤشر لبراءة جورج وإدانة الشرطيين.


هذا التعامل الشرطي العنيف مع المشتبه بهم مقتصر علي السود فقط، هنا مقطع مصور، قبض الشرطة رجل أبيض ، حيث كان يصرخ ويعاتبهم قائلا "توقفوا عن معاملتي كأنني رجل أسود" 


اختلاف المعايير واضح مثل الشمس لدي الشرطة الأمريكية، عندما  قتل تسعة أشخاص في كنيسة للسود في مدينة تشارلستون في كارولينا الجنوبية. عندما قتل ما لا يقل عن 23 شخص من المكسيكيين (المهاجرين) بداخل مركز تجاري في مدينة إل باسو بولاية تكساس، علي يد أعضاء جماعات  اليمين المتطرف المؤيد لدونالد ترامب، يتم اعتقالهم بلطف شديد وأعطائهم ستر واقية للرصاص رغم إدانتهم في جرائم قتل بحق الاقليات العرقية.بينما السود يتم قتلهم بوحشية ودون الالتفات لصراخهم "نحن نختنق" لمجرد الاشتباه بهم بسبب لون بشرتهم. حيث قتل مايكل براون، 18 عاما، في فيرجسون من قبل شرطي لم ير القضاء ضرورة تقديمه للمحاكمة. اريك غارنر، 44 عاما، قتل خنقا في نيويورك من قبل شرطي لم يقدم إلى المحاكمة. جون كروفورد، 22 عاما، قتل على يد شرطي في سوبر ماركت في اوهايو، ولم تر السلطات ضرورة لمحاكمته. تامير رايس، 12 عاما، قتل على يد شرطي في كيفلاند بينما كان يلهو بسلاح لعبة. والتر سكوت، 50 عاما، قتل بثماني رصاصات في الظهر، من قبل شرطي في ولاية كارولينا الجنوبية. فريدي غراي،، 25 عاما، عامله بقسوة حتى الموت ستة شرطيون في بالتيمور بعد أن كسروا عموده الفقري. والقائمة طويلة، ففي قلب القوة العالمية الأولى، وفي بلد يفتخر بأنه موطن الحرية وحقوق الانسان، تقتل الشرطة، أو ممثلين عنها كل عام المئات من الناس ولا أحد يعرف عددهم بالضبط، هناك نسبة عالية من السود، وكل ذلك يحدث دون مسائلة من العدالة معظم الأحيان.


 في الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر عدم المساواة العرقية في التعامل قاعدة مؤسسية، فإن جذور هذا التفاوت تكمن في التقسيم الطبقي للمجتمع. انتماء الافارقة السود إلى أقلية عرقية مضطهدة يفسر مكوثهم في الأحياء الفقيرة ومعانتهم من الاستغلال المفرط في أسوء الوظائف وكون أغلبيتهم عاطلين عن العمل، بسبب الفجوة الطبقية الحادة التي يقبع وراءها وجود الأجور الضئيلة والبطالة والمساكن الفقيرة. إن كل هذا لم يخترع خصيصا من أجل اهانة السود، بل إنه نتاج المجتمع النيوليبرالي الصناعي. والتمييز العنصري لم يحضر سوى ليلون بالأسود طبقات البروليتاريا المستغلة بإفراط. ونحن نشهد نفس الظاهرة في أوروبا، ففي مجتمع قائم على استغلال الإنسان للإنسان، ومهما كانت درجة قساوة الاستغلال، فمن غير المستحسن التميز بخصوصية ما كالعرق أو الدين أو العرف. فالطبقة الحاكمة سوف تجد سريعا مبررا بيولوجيا أو دينيا أو قانونيا للوضع الذي تفرضه على الطبقات الأخرى.وإنه بالتحديد كون التقسيم الطبقي للمجتمع هو المسؤول عن ما يعيشه السود، تشكل انتفاضة هؤلاء تهديدا للرأسمالية الأمريكية. فالبرجوازية الأمريكية لايمكنها أن تفعل شيئا للسود. فلإزالة المشكلة، فإنه سيتعين عليها أن تكون قادرة على القضاء على الاستغلال المفرط، وعلى الأحياء الفقيرة وعلى البطالة، أي القول بإزالة نفسها. ولنستشهد فقط، من اجل التذكير، بالعنصرية المتأصلة في جهازها القمعي. وبطبيعة الحال، فإن السود لا يكافحون للقضاء على البطالة، ولكنهم يكافحون كي لا يصبحوا ضحاياه الرئيسيين، وحتى لا يشير لون بشرتهم تلقائيا الى الشخص الذي يجب أن يطرد من العمل أو الذي لن يتم تعيينه. ولكن ذلك أمر مستحيل في المجتمع الأميركي، ما دام هناك عاطل واحد عن العمل. فالانقسام الطبقي موجود بغض النظر عن الاضطهاد العنصري، ولكن عندما يكون هناك تقسيم عنصري حيث هناك اضطهاد اجتماعي، فإن الاضطهاد الاجتماعي يأخذ بالضرورة تلك المسارات، السهلة والمكرسة من خلال الممارسات، للاحكام المسبقة العنصرية أو كراهية الأجانب. فبعد عنصرية رجال الشرطة يلاقي السود عنصرية البيض "المواطنين". وهؤلاء هم من يعاشرون في حياتهم اليومية في العمل أو من يعيشون بالقرب منهم والذين يعتقدون إن إبعاد السود من أحيائهم سوف يمكنهم من إبعاد الفقر عنهم، من أولئك المفتقرين للثقافة للتمكن من إخفاء عنصريتهم إلى أولئك ما فيه الكفاية للظهور وكأنهم كرماء معهم، لتأتي حادثة مقتل "جورج فلويد"بعد سلسلة من جرائم قتل من قبل الشرطة بحق السود العزل تذكر بأن اضطهاد السود لم ينته في الولايات المتحدة الأمريكية.

المصادر : https://www.telesurenglish.net/news/U.S-Police-Officers-Terminated-After-Lethal-Race-Scandal-20200526-0015.html

https://www.washingtonpost.com/nation/2020/05/27/george-floyd-minneapolis-reaction/

https://edition.cnn.com/videos/us/2020/05/27/george-floyd-minneapolis-police-protest-black-man-knee-breathe-jimenez-newday-vpx.cnn


تعليقات