الحزب الشيوعي المصري تاريخ حافل بالنضال من أجل الاشتراكية واستقلال القرار الوطني



45 عاماً على إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري.

في أول مايو عام 1975 تم الإعلان عن إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري، وكان أول حزب يخرق قانون حظر الأحزاب في مصر، وذلك خلال حكم السادات في سنوات الردة، وقبل سماح السلطة بتكوين المنابر الثلاثة التي تحولت إلى أحزاب عام 1976. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ نضال الشيوعيين المصريين بدا قبل هذا التاريخ بزمن طويل، حيث تمتد جذورهم في التربة المصرية من بدايات القرن العشرين حيث تأسس أول حزب شيوعي في مصر في يناير 1922، وكان أول حزب شيوعي يتأسس في أفريقيا والعالم العربي، والذي تعرض بسبب نشاطه المكثف إلى حملة قمع وتنكيل ومصادرة لمقراته وصحفه عام 1924، مما فرض على قياداته وأعضائه ضرورة العمل بشكل سري شبه علني لعشرات السنين، خاض خلالها الشيوعيون المصريون نضالاً عظيماً، وقدموا تضحيات كبيرة، واستشهد منهم العشرات وكانوا في طليعة نضال الشعب المصري في كل معاركه الوطنية والسياسية والاجتماعية في مواجهة الاحتلال والاستبداد والاستغلال. وكانت للشيوعيين المصريين إسهامات كبرى في كل مجالات الثقافة والفنون والعلوم على مدار القرن العشرين. وظلت السرية مفروضة على الحزب الشيوعي حتى تم الإعلان عن استئناف نشاطه العلني في ميدان التحرير أول مايو 2011 وسط احتفال جماهيري كبير استناداً إلى شرعية الثورة .

 لقد  كان قرار إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 بمثابة نقد ذاتي واعتراف بالخطأ التاريخي المتمثل في قرار حل التنظيمات الشيوعية عام 1965، وإدراكاً وتأكيداً من مؤسسيه على ضرورة الوجود المستقل لحزب الطبقة العاملة الثوري ودوره الأساسي في إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في اتجاه تحقيق هدفه الاستراتيجي بقيام النظام الاشتراكي حينما تنضج الظروف الموضوعية والذاتية .

منذ إعادة التأسيس وطوال الـ 45 عاماً الماضية شارك الحزب في كل معارك الوطن، وعلى جميع الجبهات، وكان في طليعة القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية في مواجهة العدو الإسرائيلي والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية، ودفاعاً عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين. كما كان الحزب في الصفوف الأولى دفاعاً عن الديمقراطية والحريات العامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأغلبية الساحقة من الفقراء والكادحين. وقدم الحزب في سبيل ذلك تضحيات كبيرة وتم الزج بالمئات من مناضليه في السجون في معارك الدفاع عن الكرامة الوطنية والإنسانية ولقمة العيش والحرية .

قد دافع الحزب طوال مسيرته عن مصالح العمال السياسية والاقتصادية وحقوقهم الأساسية، واستمر نضاله ضد السياسات النيوليبرالية والخصخصة وضد ممارسات القمع والتشريد وقوانين العمل الجائرة. كما وقف بصلابة مع حقهم في تشكيل نقاباتهم بحرية دون وصاية .

 كان الحزب في مقدمة الصفوف دفاعاً عن مصالح الفلاحين ولعب رفاقنا دوراً قيادياً في نضال اتحاد الفلاحين المصريين.
كما كان لأعضاء الحزب من الطلاب دور كبير في الحركة الطلابية الوطنية طوال السبعينات والثمانينات.

 من المهم ونحن نحتفل بذكرى مرور 45 عاماً على إعادة تأسيس الحزب أن نقف عند بعض المحطات الهامة، فلقد كان حزبنا من أول القوى التي أدركت منذ نهاية الثمانينات في القرن الماضي أن البلاد تواجه خطرين رئيسيين: أولهما خطر استبداد سلطة مبارك التي فرطت في حقوق الوطن، وارتمت في أحضان التبعية للولايات المتحدة الأمريكية، وجرفت ونهبت ثروات البلاد بشكل غير مسبوق؛ والثاني هو تصاعد خطر فاشية الجماعات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

قد طالب الحزب في تقرير اللجنة المركزية في يونيو 1989 بضرورة إنقاذ البلاد من الخطرين، من خلال بديل جذري لهما يتمثل في سلطة وطنية ديمقراطية تقدمية تناضل من أجل إنهاء التبعية وتحقيق التنمية الشاملة المعتمدة على الذات أساساً، ودولة مدنية تقوم على أساس المواطنة والمشاركة الشعبية. ولذلك كان الحزب في طليعة القوى التي شاركت بفعالية في ثورة يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013 التي أسقطت حكم الإخوان.

كما حافظ الحزب على علاقات وثيقة بالأحزاب والقوى التقدمية العربية في مواجهة المخاطر والتحديات الكبرى والمخططات الإمبريالية والصهيونية التي تستهدف المنطقة. كما شارك الحزب بفعالية في مؤتمرات الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في مواجهة الإمبريالية العالمية والهجمة الأمريكية العدوانية على شعوب العالم.

قد كان للحزب موقف ثابت في إدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ومواجهة الجماعات الدينية بكل مسمياتها ورفض قيام أي حزب على أساس ديني، وتأكيده الدائم على أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال مواجهته مواجهة شاملة فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
وبهذه المناسبة يتوجه حزبنا بكل الإعزاز والتقدير لرفاقنا الذين رحلوا عنا بأجسادهم ولا زالت أرواحهم ومبادئهم تلهمنا في نضالنا كل يوم ، هؤلاء الرفاق الذين ساهموا في إعادة التأسيس ودفعوا ثمناً غالياً في سبيل الأهداف والمثل العليا التي ناضلوا من أجلها  " زكي مراد ومحمود أمين العالم ونبيل الهلالي ومبارك عبده فضل وحسين عبد ربه ويوسف درويش وفوزي حبشي وعريان نصيف وبهيج نصار ومحمد الجندي ومحمد علي عامر وشاهنده مقلد وفاطمة زكي وأحمد الرفاعي وسيف صادق ومحمد مراد وهاني عمار" ، وغيرهم الكثيرون من الرفاق الذين ظلوا ثابتين على المبدأ مدافعين عن العمال والفلاحين والفقراء من أجل تحقيق الاشتراكية والديمقراطية وإنهاء التبعية.
ك
يحيي جهود كل الرفاق الذين يواصلون بثبات مسيرة نضال الحزب لاستكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي .

عاش نضال الطبقة العاملة.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي 

تعليقات