عن ضرورة المعجزة / يوسف شوقي
"عندما تستحكم القبضة، ولا يوجد منفذ واحد للأمل؛ تؤمن القلوب القانطة بالمعجزة" نجيب محفوظ.. رواية "الحرافيش" بعد هزيمة 1967، وقبل البدء في حرب الاستنزاف، عاش المصريون أياماً طويلة من الإحباط صاحبَتها مراجعة نفسية للشعارات والأهداف والرؤى، التي وضعتها صوب أعينهم السلطة الناصرية، حتى تلك الأخيرة قامت بنفس المراجعة. في تلك الفترة العصيبة، وتحديداً فى 2 ابريل 1968، في منطقة الزيتون، شاهد عمال نقل - كما تقول الرواية - سيدة على قبة الكنيسة، وظنوا أنها تحاول الانتحار، فصاحوا "حاسبي يا ست" واتضح فيما بعد أن السيدة كانت العذراء مريم تتجلى فوق كنيسة الزيتون كما تدعي الرواية، ويجب التأكيد أن ذلك الحادث من أهم الأحداث وأكثرها استحواذاً على التصديق من عموم الاقباط، لأنه الحدث الأول من نوعه في مصر بالإضافة إلى استمراره لعدة ايام، وتصديق السلطة السياسية عليه، بل والدعاية له. ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة الأدلة المؤيدة و المعارضة؛ فبغض النظر عن التحليل الواقعي، الذى يكشف لنا أن الصور التي تظهر فيها السيدة العذراء بشكل واضح قد تم تعديلها بعد الحدث بسنين، وأن الذى ظهر كان ...